January 28, 2009

Ma'rakah Al Furqaan [27/12/2008 - 18/01/2009]

بسم الله الرحمن الرحيم



وانتصرت معركة الفرقان على الظلم والعنجهية والطغيان.. وانتصر المجاهدون الصناديد على أعتى جيش في المنطقة.. انتصر الشعب المظلوم الذي لا يملك عدة ولا عتاداً مقارنة بما لدى الكيان الصهيوني الباغي، بل يملك إيماناً راسخاً وعقيدة متجذرة في قلوب المؤمنين الصادقين.. بلجوئنا إلى حبل الله المتين انتصرنا، باحتمائنا بركن الله الشديد انتصرنا بثباتنا وصمودنا وصبرنا انتصرنا باحتضان الشعب للمقاومة انتصرنا، وسطرنا بمداد الدم للعالم كله عربه وعجمه بأن الضعف ليس قلة العدة والعتاد، بل ضعف العزيمة والإرادة، وبأن هذا الكيان المسخ الذي لطالما أخافوا شعوبنا به وهددونا بترسانة جيشه الذي "لا يقهر" ما هو إلا جيش جبان لا يستقوي على الشعوب والدول إلا بالأسلحة المحرمة دولياً ويحاول أن يخضع المقاومة بالضغط على المدنيين إلى حد لا يطاق، ولكن حداً أدنى من الإعداد وكثيراً من الصبر والاستعانة بالله كفيل بهزيمتهم.


هم يملكون عدة وعتاداً وترسانة لا تطاولها قوة جيوش المنطقة، ولكنكم أيها المؤمنون الصادقون تملكون قوة لا تطاولها قوة ولا تصمد في وجهها أي آلة حرب، إنها قوة الله عز وجل، الذي ثبت الأقدام وربط على القلوب, وقذف في قلوب الذين كفروا الرعب، فولوا هاربين خوفاً وجزعاً من المجاهدين الصادقين، لقد انطلقت صواريخ العز والإباء التي أطلقتها الأيدي المتوضئة من بين أرتال الدبابات، وحلقت في سماء وطننا المغتصب غير آبهة بهدير الطائرات، ثم عانقت أرضنا التي لطالما رنت إليها عيوننا، فكانت جحيماً يصب فوق رؤوس الغاصبين المعتدين، وبارقة أمل تقول لأرضنا المحتلة صبراً، إننا إليك عائدون.


لقد أرادها الصهاينة حرباً صادمةً تقوض أركان حكم عباد الله المؤمنين، ولكننا قلنا لهم إن كنتم تملكون الشجاعة فهلموا!! فنحن قوم نحب الموت، ونعلم يقيناً بأنكم أحرص الناس على حياة، فلربما استطعتم قتل المئات من أبناء شعبنا من الجو، ولكنكم لم تجرؤوا على التقدم ولو خطوات إلى داخل القطاع، ولم تتحمل قيادتكم الخسائر التي كُبِّدَها جنودكم وآلياتكم على حدود القطاع، فاندحرتم عن أرضنا ولم تنالوا من مجاهدينا، وكانت خسائركم البشرية في المواجهة أكبر من خسائرنا، وعشرات آلياتكم دمرت على أعتاب غزة العزة، وأبى الله إلا أن يتم نوره ويحق الحق بكلماته (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً).


لقد مُرِّغت أنوف قادة الاحتلال وجنوده في وحل غزة، وسقطت أهدافهم، وبقيت حماس وجنودها على أرضهم وبين أبناء شعبهم، بل دخلت حماس كل بيت، وهتف باسمها، وأشاد بصمودها المسلمون والعرب، وكل حر في هذا العالم، ربما استطاع الصهاينة المجرمون قلع الأشجار، وتدمير الأحجار، وقتل الأطفال، وبقر بطون الحوامل، والاستقواء على الشيوخ والنساء، ولكنهم لم يستطيعوا كسر إرادتنا أو انتزاع المواقف منا أو إسكات دوي صواريخنا، التي بقيت تحلق في سماء العزة والكرامة لتحمل البشرى لباقي مدننا الفلسطينية المغتصبة، وتكتب على حبات رمل بلادنا الذي تعانقه، وَعدُ الله سيتحقق، والباطل سيُتَبَّر، ونحن على ثقة بنصر الله فلقد سبق منه القول لعباده المؤمنين (إنهم لهم المنصورون*وإن جندنا لهم الغالبون).

No comments: